قلقيلية:
رغم صغر مساحتها وقلة عدد سكانها إلا أن بلدة عزون شرق قلقيلية كبيرة بأفعالها النضالية ومقاومتها للاحتلال ومستوطنيه.
على أراضي البلدة شق الاحتلال شارع 55 الاستيطاني الذي يربط مستوطنة “كفار سابا”، بباقي المستوطنات شمال الضفة الغربية على حساب آلاف الدونمات من أراضي المواطنين في عدة محافظات.
لكن الشباب الثائر في عزون لم يصمتوا على سلب أرضهم، وبات المرور عبر شارع 55 رعباً للمستوطنين في كل وقت وحين.
وخلال الشهرين الماضيين أصيب نحو 27 مستوطناً وجندياً إسرائيلياً في أعمال مقاومة ورشق بالحجارة والزجاجات الحارقة نفذها أبطال عزون.
وأظهرت تسجيلات رصدتها كاميرات سيارات وحافلات المستوطنين، رشق مركباتهم بوابل من الحجارة والصخور والزجاجات الحارقة ليتحول المرور قرب عزون كابوساً للمستوطنين.
فقبل يومين فقط أصيب 4 مستوطنين، وتضررت 10 مركبات وحافلة على الأقل جرّاء رشقها بالحجارة قرب بلدة عزون.
وفي عمل نوعي آخر بتاريخ 17 يوليو أصيب خمسة مستوطنين، جراء رشقهم بالحجارة قرب عزون استدعت جراحهم نقلهم عدد منهم الى مستشفيات الاحتلال.
تطور لافت
ولأن جذوة المقاومة تزداد اشتعالاً في صدور أبناء عزون مع تصاعد جرائم وانتهاكات الاحتلال بحق المسجد الأقصى والأسرى، يعمل الشباب الثائر على تطوير أدواتهم في التصدي للاحتلال.
فخلال الأيام الماضية، تصدى أبطال عزون لاقتحام قوات الاحتلال للبلدة بقنابل محلية الصنع وزجاجات حارقة ما أسفر عن إصابة جندي إسرائيلي بجراح.
وتسجل عزون اسمها جلياً في صدارة البلدات المقاومة للاحتلال بالضفة الغربية، رغم ما تتعرض له من حصار مستمر عبر أبراج المراقبة والحواجز والعسكرية التي نشرها الاحتلال.
وخلال السنوات الماضية قدمت عزون خمسة شهداء ونحو 80 أسيراً من أبنائها في معركة الدفاع عن الأرض والمقدسات.
وفي الأسابيع الأخيرة، ودعت بلدة عزون شهيدين من خيرة أبنائها، هما الفتى محمد سليم (15 عامًا) والشاب عزام سليم (20 عاماً)، اللذين ارتقيا برصاص الاحتلال بفارق أيام قليلة، خلال تصدي الأهالي لمحاولات الاحتلال المتكررة لاقتحام البلدة.
تاريخ مقاوم
ويمتاز أهالي عزون بالصلابة والدفاع عن أراضيهم، فقد شاركوا في الثورات التي حصلت سابقاً مثل “ثورة البراق”، وثورة الـ”36″ وثورة الـ”39”.
وفي ثورة الـ”36″ كان أحد أبناء البلدة، فارس العزوني، يقود فريقاً في مقاومة الانتداب البريطاني، ووقع أسيراً في أيدي الانجليز، ولكنه تمكن من الهرب من سجن عكا، إلى أن جرى إعادة اعتقاله في سوريا وإعدامه هناك عام 1940.
وخلال ثوة الـ “36” أيضاً ارتقت الشهيدة فاطمة غزال، ويقال أنها أول شهيدة فلسطينية في تلك الثورة، وتم تخليد ذكراها بإطلاق اسمها على مدرسة بنات عزون “مدرسة الشهيدة فاطمة غزال”.
جدار واستيطان
وظل الموقع الاستراتيجي لبلدة عزون التي يقطنها نحو 10 الاف نسمة والتي تربط محافظات نابلس وقلقيلية وطولكرم ببعضها البعض وتمتاز بخصوبة أراضيها مطمع الاحتلال والمستوطنين.
والتهم الاستيطان خلال السنوات الأخيرة مساحات شاسعة من أراضيها التي تبلغ نحو 27 الف دونم، وهي الآن مطوقة بالمستوطنات وجدار الفصل العنصري، والشوارع الالتفافية وأبراج المراقبة العسكرية التي تراقب كل شاردة وواردة.
وافتتحت حكومة الاحتلال شارع 55 الاستيطاني عام 2018، كجزء من مخطط استيطاني ضخم لشبكة طرق تخدم المستوطنين وتربط المستوطنات بالضفة الغربية.