خرج الأسير المحرر فاروق الخطيب ( 30 ) عاماً، من بلدة أبو شخيدم شمال غرب رام الله، الليلة الماضية بجسده المثقل من الاعتقال الوحشي الذي تعرض له، شاهدا جديدا على جرائم الاحتلال وتنكيله بحق الأسرى في سجونه.
4 شهور في سجون الاحتلال جعلت الأسير الخطيب يخسر أكثر من نصف وزنه ليخرج بجسد تحول إلى هيكل عظمي يكسوه الجلد، وذلك نتيجة القمع وسياسة الإهمال الطبي.
تلك الصور الصارخة جدا التي ظهرت على جسد الخطيب كانت كفيلة أن تتحدث عما يعانيه الأسرى في سجون الاحتلال من جرائم بشعة يمارسها الاحتلال.
وبالكاد يخرج صوت الأسير الخطيب جراء جفاف شديد تعرض له حسب ما أكدته الطواقم الطبية في مجمع فلسطين الطبي.
وأفادت عائلة الخطيب أن الاحتلال أفرج عن نجلها من مشفى سجن الرملة بشكل مفاجيء بعدما فقد أكثر من 30 كيلو غرام من وزنه؛ وتُرك بلا دواء وعلاج أو حتى غذاء حتى أصبح جسده عبارة عن جلد وعظم.
إعادة الاعتقال
وحسب العائلة فإن نجلها أعيد اعتقاله قبل نحو 4 شهور، بعد حرية عاشها لعدة شهور تقريبا بعد اعتقال سابق أمضى خلاله 4 سنوات في سجون الاحتلال، مضيفة أنه أعيد اعتقاله من المنزل وكان يتعالج من آثار الإهمال الطبي في الاعتقال السابق لدى الاحتلال.
وأوضحت العائلة أن الاحتلال لم يسمح لنجلها بأخذ أدويته التي كان يتناولها عند إعادة اعتقاله رغم وضعه الصحي الصعب، وخلال فترة الاعتقال لم تكن تعلم شيء عن وضعه الصحي بتاتا، سوى أنه ومنذ قرابة اسبوعين خرج أسير من سجون الاحتلال كان عنده.
اعتداء وحشي
وحسب ما استطاعت العائلة من فهمه من نجلها، أنه تعرض لاعتداء وحشي بعد السابع من أكتوبر بعد اقتحام وحدات قمع النحشون، وضربه بجرة غاز على صدره وبطنه، ونقله لسجن نفحة وفقدانه قدرته على الطعام وآلام شديدة جدا في الأمعاء والمعدة.
وبيّنت العائلة أن نجلها يعاني اليوم من سرطان في المعدة والأمعاء، وتم استئصال جزء من الأمعاء بعد شهر كامل من انغلاق الأمعاء وعدم قدرته على الإخراج وفي ظل هذه المدة تعرض لإهمال طبي كامل ومتعمد من إدارة سجون الاحتلال.
وكانت قد كشفت مؤسسات عاملة في مجال الأسرى قبل نحو أسبوعين، أن الأسير فاروق أحمد عيسى ، تعرض لجريمة اغتيال طبية، بتركه فريسة للأوجاع والآلام، والتي جعلته ملقى على برشه طوال الوقت، ولا يتحرك إلا للضرورة وبصعوبة.
وقالت هذه المؤسسات إن ” الأسير فاروق يعاني منذ فترة من مشاكل في القلب وعدم تصريف بالامعاء، تفاقم وضعه الصحة خلال اعتقاله الحالي، وتناقص وزنه ( 27 كغم )”.
وأضافت ” وفقاً لشهادة أسير كان يحتجز معه في ذات الغرفة في سجن نفحة، فإن الأسير فاروق يمر بحالة صحية معقدة، وعند تناوله اي نوع من الطعام او الماء يتحول لجثة هامدة ويدخل في حالة قريبة من الاغماء، ولا يخرج منها حتى يتمكن من الاستفراغ واخراج كل شيء بمعدته، الامر الذي يجعل وزنه يتناقص بشكل سريع وخطير “.
أسير محرر وإهمال طبي سابق
ويذكر بأن الأسير الخطيب متزوج ولديه طفلة، أعتقل سابقاً لمدة أربعة أعوام تقريباً، وأفرج عنه في نوفمبر من العام الماضي 2022م، بعد 4 سنوات من الاعتقال، عانى فيها من وضع صحي صعب.
واعتُقل الخطيب بتاريخ 16/1/2019 بعد مداهمه منزله في قرية أبو شخيدم، ونُقل إلى التحقيق في سجن عوفر، وعُرض على المحكمة أكثر من 14 مرة، قبل أن يصدر بحقه حكم بالسجن الفعلي لمدة 4 سنوات بتهمة الانتماء لحركة المقاومة الإسلامية حماس.
ولم يكن يعاني الخطيب من أيّ أمراض حين اعتقاله، إلا أنه ونتيجة ظروف الاعتقال السيئة والإهمال الطبي المتعمد؛ بدأ منذ عام 2020 يعاني من تراجع في وضعه الصحي، حيث نُقل إلى المستشفى وتَبيّن أنه يعاني من ضعف في عضلة القلب وتباطؤ في النبض.
الأمر الذي شكّل خطورة على حياة الخطيب، وخاصه أنه لم يتلقَّ أي علاج مناسب أو رعاية طبية حقيقية رغم حاجته لها، وفي ظلّ سياسة الإهمال الطبي التي يعانيها الأسرى في سجون الاحتلال.