يواصل عشرات المستوطنين اقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك، وتنفيذ جولات استفزازية في باحات المسجد وسط أداء لطقوس تلمودية، تحت حماية قوات الاحتلال التي تواصل كذلك منع المواطنين من الدخول للبلدة القديمة والمسجد الأقصى.
وافادت مصادر مقدسية أن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى، من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوسا تلمودية.
كما منعت قوات الاحتلال المتمركزة على أبواب البلدة القديمة والمسجد الأقصى، المواطنين من الدخول، ما تسبب بانخفاض أعداد المصلين.
وجدد ناشطون وحراكات مقدسية الدعوات لشد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك حتى كسر الحصار عنه، والنفير العام الجمعة القادمة، ضمن مبادرة “مليونية الأقصى”.
وأكدت الدعوات المقدسية ومن فلسطينيي الداخل على ضرورة الحشد المتواصل وتسيير قوافل الأقصى للرباط لكسر الحصار المفروض على المسجد الأقصى للأسبوع الـ13 على التوالي.
وشددت على أن استنفار أهالي القدس والداخل المحتل يمكن أن يصنع فرقا رغم التقييدات غير المسبوقة منذ السابع من أكتوبر الماضي، بشرط استمرار النفير، ومراكمة الجهود، والتحلي بطول النَفَس.
ولفتت المصادر المقدسية على أن الحشود الشعبية طالما أثبتت قدرتها على التغلب على طغيان الاحتلال، وأن الإرادة الشعبية أقوى من كل آلة الدمار والإرهاب الاحتلالي، وكما أفشلت المقاومة والحراكات الشعبية مخططات الاحتلال في معركة البوابات.
وأعلن نشطاء فلسطينيون في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، عن تسيير قوافل الرباط إلى المسجد الأقصى، للمشاركة في إعماره والحشد في ساحاته المباركة وكسر الحصار المفروض عليه منذ أكثر من 80 يوماً.
ودعا النشطاء في الداخل المحتل لإعادة تفعيل قوافل الرباط وشد الرحال للمسجد الأقصى في كافة المدن والبلدات الفلسطينية المحتلة، وتسيير حافلات يومي الجمعة والسبت والتوجه للمسجد لكسر الحصار الذي تفرضه سلطات الاحتلال عنه.
نشطت مخابرات الاحتلال مؤخراً عبر حسابات وهمية لتخويف المقدسيين من المشاركة في “مليونية الأقصى”، وتشويه صورتها وسلخها عن سياقها وهدفها المتمثل في كسر الحصار عن الأقصى وشد الرحال إليه فقط.
وتموّل مخابرات الاحتلال هذه المنشورات مستهدفة سكان شرقي القدس وأهالي الداخل المحتل، وتزعم فيها أن حرية العبادة مكفولة، وأن لا عوائق أمام مرتادي الأقصى، وأن حركات المقاومة في غزة هم من دعوا إلى مليونية الأقصى.
ووثقت مؤسسات مقدسية وإعلامية منذ السابع من أكتوبر منعاً وتشديدا غير مسبوقين على دخول المصلين إلى المسجد الأقصى، وبينت تلك المؤسسات أن الدعوات لمليونية الأقصى أتت من قبل ناشطين في القدس على عكس ما يروح الاحتلال.
وأدى 70500 مصلٍ صلاة الجمعة في المسجد الأقصى خلال 12 جمعة تلت السابع من أكتوبر وحتى نهاية عام 2023، حيث شهدت الصلوات انخفاضا غير مسبوق بعد أن كان يصل متوسط تعداد المصلين في الجُمع العادية إلى 50 ألفا.
وحسب الأرقام التي أعلنتها دائرة الأوقاف الإسلامية، فإن متوسط عدد المصلين خلال معركة طوفان الأقصى بلغ 5 آلاف مصلٍ، بينما انخفض العدد إلى 3500 في الأول من ديسمبر الماضي، وارتفعت الأعداد إلى 12 ألفا في الجمعتين الأخيرتين بعد تلبية دعوات “مليونية الأقصى”.
ويعود السبب في انخفاض الأعداد إلى تشديدات الاحتلال على أبواب المسجد الأقصى، واقتصار الدخول على كبار السن وساكني البلدة القديمة، بالإضافة إلى منع جميع سكان الضفة الغربية -حتى كبار السن والنساء- من عبور الحواجز نحو القدس.