تواصل دولة الاحتلال ومستوطنيها ارتكاب اعتداءاتها ضد التجمعات البدوية في الضفة الغربية، حيث رصدت مجموعة حقوقية خلال شهر ديسمبر المنصرم (146) اعتداءً ضد هذه التجمعات.
وحسب ما تم رصده وتوثيقه من قبل مؤسسة “منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو”، تلخصت هذه الانتهاكات في اعتداءات جسدية مباشرة على المواطنين، وهدم مساكن وتجريف أراضي، واقتلاع واتلاف مزروعات، والاستيلاء على ممتلكات، وإقامة بؤر استيطانية جديدة، وإصابات جسدية، وإخطارات بهدم مساكن المواطنين، ونصب الكمائن ليلا لإرهاب المواطنين، ومنع الرعاة من دخول المراعي المجاورة لهم.
وأوضحت “البيدر” في تقريرها الشهري أن هذه الاعتداءات تركزت في محافظات الخليل بـواقع 53عملية اعتداء، تليها محافظة بيت لحم بـ26اعتداءً، ثم المحافظات الاخرى.
وبيّنت المؤسسة أن شهر ديسمبر شهد اعتداءات كبيرة من قبل الاحتلال ومستوطنيه ضد التجمعات البدوية، وهجوما منسقا على كافة مناطق تواجد التجمعات البدوية.
وأضافت أن سلطات الاحتلال والمستوطنين مارست هجمات ارهابية كبيرة ضد التجمعات البدوية تمثل انعكاس واضحا لسياسة التطهير العرقي، مبينة بأن سلطات الاحتلال والمستوطنين يستغلون ظروف الحرب على غزة لممارسة اكبر عملية تهجير جماعي ضد التجمعات البدوية.
وشددت المؤسسة على ضرورة زيادة الوعي لدى الرأي العام بأهمية الدفاع عن التجمعات البدوية وتعزيز صمودهم بوجه اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين، الذين يسعون بلا هوادة إلى تضييق الخناق على سكان هذه التجمعات البدوية لخلق بيئة طاردة لهم وترحيلهم.
ودعت منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو إلى الوقوف مع سكان هذه التجمعات وحمل قضيتهم على محمل الجد, في سبيل تعزيز صمودهم على أرضهم والتصدي لانتهاكات سلطات الاحتلال ومستوطنيه ومواجهة الآثار الكارثة للممارسات الإسرائيلية بحق سكان التجمعات البدوية.
وطالبت المؤسسة مشاركة الشعب الفلسطيني بكل أطيافه و مؤسساته في حمل قضية سكان هذه التجمعات والدفاع عنها, وتوجهت المؤسسة الى كافة وسائل الاعلام الشروع في فضح جرائم الاحتلال بحق سكان هذه التجمعات وتسليط الضوء عليها, ونقل معاناة السكان هناك للرأي العام ،وضرورة دعم صمود سكان هذه التجمعات من خلال مشاريع تخدم سكان هذه المناطق.
ويسكن البدو في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية والقدس خاصة على المرتفعات الشرقية للضفة، ويعتبرون من السكان الأصليين لهذه المناطق، والتي تحميهم الاتفاقيات الدولية ، وقواعد القانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية .
وتشهد التجمعات البدوية هجمة استيطانية، فيما بات واضحا أن لدى حكومة الاحتلال عزم لهدم وترحيل البدو قسريا، بهدف اقتلاعهم وازالتهم، وهي بمثابة حرب مفتوحة ضد التجمعات البدوية في الضفة الغربية، عبر ممارسة دولة الاحتلال لسياسات الضغط القصوى لترحيلهم والاستيلاء على الارض.