توافق اليوم الذكرى السنوية الأولى لتنفيذ الطفل المقدسي محمود عليوات (13عاما)، عملية إطلاق نار على مستوطنين مسلحين في منتصف وادي حلوة في بلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى.
فقبل عام بالضبط، وصباح يوم سبت، وقع اشتباك مسلح في منتصف شارع وادي حلوة المكتظ بالبؤر الاستيطانية، أو ما يسميه الاحتلال شارع “معلوت” قرب بؤرة “عير دافيد”.
أعلنت قوات الاحتلال في حينه عن إصابة ضابط في جيش الاحتلال (22 عاما) بجراح خطيرة، ووالده (47 عاما) بجراح متوسطة.
لكن المفاجئة الأكبر التي صدمت قوات الاحتلال فكانت أن المنفذ طفل وعمره 13 عاما فقط، وقالت قوات الاحتلال إن المنفذ هو الفتى محمود محمد عليوات.
وولد الفتى عليوات عام 2010 في القدس، وهو طالب في الصف الثامن في مدرسة الفرقان الإسلامية للبنين ببلدة شعفاط شمال شرق القدس المحتلة.
توارى عليوات خلف مركبة صفراء صغيرة، ثم ركض نحو 5 مستوطنين كانوا يصعدون الشارع باتجاه حائط البراق المحتل، وأطلق عليهم عدة رصاصات عبر مسدس (براوننغ البلجيكي)، ثم ردّ عليه مستوطنون مسلحون فأصيب بجراح متوسطة.
وبسبب عمر الفتى الصغير، سادت الأوساط الفلسطينية حالة من الترقب والحذر إزاء التعامل مع رواية الاحتلال، لكن تسجيلا مصورا للحظة الحادث ظهرت فيه بطولة أطفال القدس، حيث يشتبك عليوات بكل بسالة مع المستوطنين ما أكّد كل شيء.
وفي حينه تداول الاحتلال مقاطع لتجريد قوات الاحتلال الفتى من ملابسه، والتحقيق معه ميدانيا قبل اعتقاله.
عملية عليوات جاءت خلال 15 ساعة من عملية الشـ.ـهيد خيري علقم، وعلى بعد 150 مترا جنوب سور القدس، حيث أُطلق الرصاص تجاه المستوطنين في حي وادي حلوة لأول مرة منذ عقود.
وبعد علاجه من إصابته، نقل الاحتلال الطفل عليوات قسرا إلى مؤسسة داخلية مغلقة في الداخل المحتل تتبع لوزارة الشؤون الاجتماعية الإسرائيلية، حتى انتهاء الإجراءات القانونية بحقه، كما زعم الاحتلال.
وبعد إعلان الاحتلال عن هوية المنفذ، اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال منزل الفتى عليوات في حي ركن الشيخ، وعاثت فيه خرابا، وفرقّت المواطنين والصحفيين الذين توافدوا إليه، وأطلقت عليهم القنابل الغازية، وواصلت حصارها لمحيط المنزل منعا لأي احتشاد مقدسي.
وتداولت مواقع التواصل نص رسالة كتبها لأمه على دفتره المدرسي قال فيها “سامحيني يا أمي ستفتخرين بي”.