توافق اليوم الذكرى السنوية السادسة لرحيل المجاهد القسامي لبيب عبد الكريم جبر، والذي يعدُّ أحد قادة معركة جنين، بعد أن ألمّ به مرض غير معروفة أسبابه، عقب تحرره من سجون الاحتلال الإسرائيلي.
ولد لبيب عبد الكريم جبر في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين بتاريخ (23-6-1974)، بين ست أخوات وأخوين، كان ترتيبه الثالث بين جميع إخوانه.
تنحدر عائلته من بلدة زرعين المهجرة عام 1948 من قضاء جنين، درس مرحلته الابتدائية والإعدادية في مدرسة وكالة الغوث في المخيم، وانتقل إلى مدرسة حطين في مدينة جنين لتلقي تعليمه الثانوي، وبعد أن أنهى مرحلته الثانوية بمعدل (74%) في الفرع الأدبي، التحق بجامعة القدس المفتوحة لدراسة العلوم الإدارية، ونشط وقتها في صفوف الكتلة الإسلامية، وتسلم إمارتها، وكان مرشحها لرئاسة مجلس الطلبة.
بدأت خطوات لبيب للمسجد مبكرًا في مسجد المخيم الكبير؛ حيث تتلمذ هناك في حلقات العلم، ودروس التجويد وتحفيظ القرآن الكريم، وأتمّ حفظ القرآن الذي بدأه في المسجد، خلال اعتقالاته لدى الاحتلال.
اعتقالاته وجهاده
عاصر الشهيد القسامي لبيب الانتفاضة الأولى التي انطلقت عام 1987، وكان ممن شاركوا بقوة في فعالياتها، وكان يشتهر بين صفوف أقرانه بإلقاء الزجاجات الكربونية على دوريات الاحتلال، فعرف عنه شجاعته الكبيرة في مواجهة قوات الاحتلال، وكان من أوائل الملتحقين بصفوف حركة حماس مع انطلاق انتفاضة الحجارة.
وخلال مشاركته في إشعال الانتفاضة، تعرض لبيب ثلاث مرات للاعتقال من الاحتلال، مكث خلالها فترات متفاوتة في الاعتقال بلغت في مجملها قرابة 37 شهرًا.
ومع اجتياح الاحتلال لمخيم جنين في نيسان عام 2002، كان لبيب حاضرًا في صفوف المجاهدين؛ حيث تولى إلقاء القنابل اليدوية المحلية الصنع على دوريات وجنود الاحتلال.
وأصيب جبر في اليوم الثالث للاجتياح بحادثة، نتيجة انفجار عبوة في يده، ما أدى لبتر أصبعيه السبابة والوسطى من يده اليمنى، وإصابته بشظايا في بطنه وخاصرته، وبقي يعاني من ألم الإصابة دون علاج، لصعوبة الخروج من المخيم الذي طوقه الاحتلال وقتها.
رحيل المجاهد
صباح يوم التاسع من فبراير عام 2015، أفاقت الضفة الغربية المحتلة على خبر رحيل الأسير المحرر لبيب عبد الكريم جبر “أبو صهيب”، وذلك بعد صراعه الطويل مع المرض الذي نخر بجسده منذ ما يزيد عن العامين، عقب الإفراج عنه من سجون الاحتلال.
أبو صهيب (41 عامًا) والذي كان أحد أبطال كتائب الشهيد عز الدين القسام الذين شاركوا في معركة مخيم جنين بالعام 2002، له تاريخه النضالي الناصع، الذي ختمه متمسكًا بثوابته غير متراجع عنها، ففارق الدنيا وهو على موقفه بأن الأرض لا تعود إلا بقوة السلاح.
وبمواراة الشهيد لبيب جبر الثرى، يُدفن معه سر مرضه الذي تغلغل في جسده الطيب، ذاك الجسد الذي شهد بتر أصابع يده اليمنى برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال معركة مخيم جنين التاريخية.