كشفت شهادة جديدة لإحدى الأسيرات في سجون الاحتلال، عن الأوضاع الصعبة التي يعاني منها الأسرى الفلسطينيين، في ظل حالة التنكيل الكبيرة التي تفرضها عليهم قوات القمع الإسرائيلية.
وتحدثت الأسيرة دينا خوري (24 عاما)، والمعتقلة في سجن الدامون، عن الظروف التي تتعرض لها داخل المعتقلات، من تهديدات بالقتل والاغتصاب وشتائم وضرب وعزل وحرمان من أدنى مقومات الحياة الإنسانية، مشيرة إلى أنها “تعيش بمقابر للأحياء بسجون الاحتلال”.
ونقل محامون عن خوري، وهي من مدينة حيفا بالداخل المحتل، بقولها إنه جرى اعتقالها في 11 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، حينما داهمت قوة من جنود الاحتلال منزلها، وجرى نقلها إلى مراكز التحقيق وهي مقيدة الأيدي والأرجل.
وأشارت إلى أن اعتقالها جاء على خلفية ما يصفه الاحتلال “التحريض” عبر وسائل التواصل الاجتماعي، منوهة إلى أنه فور التحقيق معها دخل عليها أحد ضباط الاحتلال وهددها بالقتل وإطلاق رصاصة برأسها.
ولفتت إلى أنه تم نقلها بعد ذلك إلى سجن الشارون، حيث استمر مسلسل التنكيل و التعذيب، موضحة أنه تم نقلها لغربة أشبه بالزنزانة، ضيقة ولا يوجد بها شيء، وشبابيكها عالية، وهي عبارة عن قبضان حديدة مفتوحة دون بلاستيك أو زجاج، ويدخل عبرها الهواء البارد جدا.
وتابعت: “الغرفة مليئة بالبق، والفرشات رقيقة جدا، و مليئة بمياه وسخة، والغرف مكتظة جدا، ونتعرض بشكل دائم للتفتيش العاري، ونكاد نموت من البرد والجوع، ولا يوجد ملابس و لا حتى صابون للاستحمام، والفورة ممنوعة، و الأكل سيء للغاية”.
وأكدت خوري أنها بقيت على هذا الحال لمدة 7 أيام، ثم تم نقلها إلى سجن الدامون، وأصيبت هناك بنوبة تشنج وفقدت الوعي، وجرى نقلها إلى العيادة، وتبين أنها تعاني من انخفاض في الضغط والسكر، وتسارع في دقات القلب.
وذكرت أن الطبيبة اكتفت بنصحها بشرب المياه، وعندما اعترضت، تم عقابها بالعزل لمدة يومين.
يشار إلى أن عدد الأسيرات في سجن الدامون حاليا بلغ 60 أسيرة، ومعزولات بشكل تام عن العالم الخارجي، وممنوع عنهن التواصل أو الزيارات من قبل ذويهن، إلى جانب القيود الكبيرة على زيارة المحامين.
وتتزامن هذه القيود مع عقوبات شديدة مفروضة على كافة الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال، منذ السابع من أكتوبر الماضي.