كانت بلدة حوارة جنوب نابلس قبل عام على موعد مع الرصاصات القسامية التي انطلقت تزامنا مع قمة العقبة الأمنية، وبعد 5 أيام من ارتكاب جيش الاحتلال الإسرائيلي “مجزرة نابلس”.
ونفذ المجاهد القسامي عبد الفتاح خروشة عملية حوارة النوعية في 26 شباط/ فبراير الماضي، بمنطقة تعد الأكثر حساسية والأخطر أمنياً جنوب نابلس، قبل أن ينسحب من مكان العملية بسلام.
أطلق المجاهد القسامي خروشة 12 رصاصة من عيار “9 مليمترات”، على المستوطنين من مسافة صفر، قبل أن ينسحب سيرا على الأقدام وتبدأ رحلة مطاردته من قبل الاحتلال.
مطاردة واستشهاد
طاردت قوات الاحتلال القسامي خروشة بعد تنفيذه عملية إطلاق النار في حوارة، وشارك في عملية البحث كل من أجهزة الاحتلال والعملاء.
نجح أبو خالد خروشة في التخفي لأيام، لينتهي به المطاف بمعركة مباشرة خاضها حتى نفاد ذخيرته وارتقى شهيداً.
واقتحمت قوات عسكرية صهيونية كبيرة قدرت بنحو 40 آلية عسكرية مدعومة بمروحيات وطائرات مسيرة، وبقوات خاصة تسلل جنودها إلى مخيم جنين بزي مدني، وحاصروا منازل في شارع ميهوب شرقي المخيم، وقصفوا أحد المنازل بالصواريخ ليرتقي القسامي عبد الفتاح خروشة شهيداً.
وكان خروشة على موعدٍ مع الشهادة مساء يوم الثلاثاء الموافق 07 آذار/ مارس الماضي، بعدما رسم ملامح العزة والكرامة وأصالة رجال القسام، الذين حملوا رسالة أنّ الأرض فداها الروح وكل ما نملك لأجل تحريره.
وبين جنين ومخيمات نابلس، زف الشهيد القسامي عبد الفتاح خروشة على أكتاف الشباب الثائر، وفي كل قلب كل منهم فخر ببطولته، وبركان غضب على جرائم الاحتلال.
أسير محرر
وقبل استشهاده بشهرين، كان خروشة أسيراً في سجون الاحتلال، وحينما تحرر عاد مقاوماً، وكأنه وقع عقدا مع الإصرار رغم الأسر ومحاولات السجان، فلم يحد عن خطه الذي اختاره من البداية.
يعرف الشهيد خروشة باسم “أبو خالد” والذي أطلقه على نفسه تيمنًا بـالقائد، “محمد الضيف”.
والشهيد عبد الفتاح، شقيق الشهيد سميح خروشة الذي ارتقى خلال انتفاضة 1987، ولديه 3 أبناء (خالد، ومحمد، وقسام)، اعتقلهم الاحتلال بالتزامن مع عملية اغتياله في جنين.
الثأر المقدس
مجموعات عرين الأسود وفي بيان لها في حينه، أكدت أن الشهيد المجاهد عبد الفتاح خروشة، منفذ ثاني عملية من عمليات سلسلة الثأر لشهداء نابلس.
وأضافت أنه مهندس ومتعهد الثأر والنصر، الذي ترجل بالمكان الذي يليق به في جنين الثورة ومخيمها مصَدِّر الشهداء مُصَدِّر المقاومين صاحب العلامة المسجلة الاشتباك حتى الشهادة أو النصر.
رفاق الأسر
يقول رفاقه في الأسر، إن عبد الفتاح اعتقل مؤخراً بعد اتهامه بتشكيل خلية عسكرية، والتخطيط لتنفيذ عملية مع ابنه، وكان في داخله بركان يغلي غضباً على المحتل.
وعرف عنه محبته لرفاقه الأسرى، وسعيه الدائم لخدمتهم بالإضافة لاهتمامه الكبير بالرياضة وهذا يظهر على جسمه رغم تقدمه بالسن.
ويضيف رفاق أسره: “أبو خالد خروشة، مُصيب الهدف ذلك الرجل الهادئ، الرياضي النشيط، لم يعرفه أحد فني الأسر إلا وأحبه، كنا نرى فيه روح الشباب والغيور على دينه ووطنه صاحب الهمة العالية والإرادة الحديدة”.