تمر اليوم الذكرى السنوية الأولى على قيام الفدائي القسامي المعتز بالله الخواجا (23 عاماً) بتنفيذ عملية إطلاق نار بطولية قرب مقهى في شارع “ديزنغوف” بمدينة “تل أبيب” المحتلة، أدت إلى مقتل مستوطن، وإصابة (5) آخرين.
ونفذ الشهيد القسامي المعتز بالله الخواجا العملية، بعد ساعات من جريمة الاحتلال باغتيال عدد من المقاومين في بلدة جبع بجنين.
ميلاد ثائر
وولد المعتز بالله الخواجا عام 2000 في قرية نعلين، وهو الابن الثالث لعائلة لها تاريخ طويل في العمل الوطني بمواجهة الاحتلال، فوالده الشيخ صلاح الخواجا (51 عاما) من قيادات حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الضفة الغربية، واعتقل عدة مرات في سجون الاحتلال وتعرض للملاحقة والمطاردة لسنوات.
ويعد الشيخ صلاح الخواجا من رجال الإصلاح في المنطقة، كما كان واحدا من مئات النشطاء الفلسطينيين الذين أبعدتهم إسرائيل إلى مرج الزهور في جنوب لبنان بداية التسعينيات.
أسير محرر
والخواجا أسير محرر اعتقل أول مرة لدى قوات الاحتلال ولم يبلغ من العمر سوى 16 عاما، وحكم عليه بالسجن لمدة 22 شهرا وغرامة مالية قدرت بـ4 آلاف شيقل.
وأعادت قوات الاحتلال اعتقال الشهيد الخواجا مرة أخرى في عام 2019 ليمضي في سجون الاحتلال عامين آخرين، ليكمل بذلك قرابة 4 أعوام في سجون الاحتلال.
وعقب استشهاد خواجا بعدة أسابيع، والإفراج عن الشيخ حسن يوسف القيادي في حركة حماس، توجه إلى عائلة الشهيد القسامي معتز بالله الخواجا من بلدة نعلين برام الله، وسلّمهم نسخة من المصحف الشريف الخاص بالشهيد، كانت معه أثناء اعتقاله في سجن عوفر.
وكتب الشهيد القسامي الخواجا في الأسر على إحدى صفحات المصحف بخط يده: “الشهيد الحي معتز بالله صلاح الخواجا – نعلين – رام الله.
ووثق الشهيد الخواجا بخط يده الفترتين اللتين أمضاهما في سجون الاحتلال وهما الاعتقال الأول من 12-10-2016 حتى 7-7-2018، والاعتقال الثاني من 23-1-2019 إلى 25-3-2020.
تفجير منزل العائلة
فجّرت قوات الاحتلال في الـ23 من شهر مايو – أيار من عام 2023، منزل الشهيد الخواجا، بعد محاصرته وإجبار سكان المنازل المجاورة على إخلائها.
وأكد والد الشهيد القسامي معتز الخواجا، القيادي في حركة حماس والأسير حاليا في سجون الاحتلال صلاح الخواجا، على أن هدم الاحتلال لمنزلهم لن يزيدهم إلا صبرا وثباتًا وتجذرًا في الأرض وحب الأقصى وفلسطين.
وأضاف: “هذه الأحلام والذكريات ستبقى خالدة، وسنزداد حبا للوطن والدين وللأقصى وفلسطين”، مكررا كلمات الحمد لله والإيمان بقدره، وقال: “نحن مؤمنون والحمد لله، نحمد الله، ولا نقول إلا لا حول ولا قوة إلا بالله، وحسبنا الله ونعم الوكيل”.
مضى القسامي الخواجا في درب الثائرين المنتفضين، حاملا روحه على كفه، يمضي على درب الشهداء الذين سبقوه، ويستبشر “بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون”.