كانت رام الله الليلة الماضية على موعد مع ترجل فارس جديد من فرسان المقاومة الباسلة الذين لم يترجلوا عبر سنوات طوال عن مقارعة الاحتلال والذين قارعوه في السجون وفي الجبال والوديان.
واستشهد الليلة الماضية القيادي في كتائب القسام والأسير المحرر المجاهد محمد جابر عبده، إلى جانب المجاهد محمد رسلان عبدو، والمجاهد رشدي سميح عطايا والمجاهد وسيم بسام زيدان أبو عادي، خلال اشتباك مسلح مع قوة خاصة إسرائيلية في قرية كفر نعمة غرب رام الله، واحتجز الاحتلال جثامينهم الطاهرة.
واندلع اشتباك مسلح بين مقاومين وجنود الاحتلال قرب قرية كفر نعمة، ارتقى على إثره 4 شهداء يتهمهم الاحتلال بتنفيذ عملية إحراق البؤرة الاستيطانية ومعسكر تدريب الاحتلال في “سديه أفرايم” المقام على أراضي رام الله.
القيادي محمد جابر عبده أسير محرر؛ أفرجت عنه سلطات الاحتلال في نوفمبر من عام 2021 بعد عشرين عاما من الاعتقال في سجون الاحتلال.
يومها تزينت كفر نعمة بالقيادي والمقاتل القسامي محمد عبده، كما تزينت برايات حركة المقاومة الإسلامية حماس، وصدحت مكبرات الصوت بأناشيد المقاومة وكتائب القسام، ووسط هتافات تشيد بالمقاومة.
أمضى محمد جابر 20 عاما متواصلات في سجون الاحتلال، منها 6 سنوات من العزل الانفرادي، و12 سنة من العزل الجماعي في سجن هداريم.
وإلى جانب سنوات العزل أمضى 6 سنوات حرم خلالها من زيارة ذويه، وفي عام 2012 توفيت والدته الحاجة (عزيزة)، على حاجز قلنديا بعد عودتها من زيارته.
كل هذه الرحلة من المعاناة في الأسر؛ إلا أنها لم تفتت في عضد الشهيد عبده، فلم يحد عن طريق الجهاد والمقاومة، وبقي وفيا لذات الدرب الذي انتهجه منذ أن وعي على هذه الدنيا.
عاد عبده وامتشق سلاحه من جديد حاملا هم وطنه وقضيته التي لم تغب عن باله يوما، ثائرا لغزة ومنتقما من الاحتلال وجرائمه المتاعدة في غزة والضفة، وليقول أن الضفة اليوم مع غزة، وأن رام الله فيها الخير مهما عاث فيها الفساد والمفسدين.
وزفت حركة المقاومة الإسلامية حماس، شهيدها المجاهد القسامي القائد محمد جابر عبده، وشهدائها القساميين محمد رسلان عبده، ووسيم بسام زيدان أبو عادي، ورشدي سميح عمر عطايه، الذين ارتقوا في اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال بمنطقة كفر نعمة غرب رام الله.
وأشادت الحركة ببطولات أبناء شعبنا الفلسطيني وفرسانه المقاومين من كافة الفصائل والأذرع العسكرية الذين يقفون للاحتلال بالمرصاد، ويقضون مضاجعه، ويفشلون كل محاولاته لاستباحة الضفة.
وتقدمت الحركة بالتحية لأبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية المتمترسين، خلف خيار المقاومة والتصدي لوحشية الاحتلال.
وأكدت الحركة أنه لن يستطيع الاحتلال باغتيالاته واعتقالاته وبطشه أن ينال من عزم شعبنا ومقاومتنا، التي ستبقى سداً منيعاً أمام تنفيذ سياسات ومخططات الاحتلال الرامية لتصفية قضيتنا والنيل من حقوقنا.
ودعت الحركة جماهير الضفة الغربية لتصعيد وتكثيف المواجهة والاشتباك مع الاحتلال وقطعان مستوطنيه، ومواصلة حالة المؤازرة لقطاع غزة في ظل استمرار حرب الإبادة ومجازر العدو الوحشية.