هاجم مئات المستوطنين المتطرفين والمدججين بالسلاح، الليلة الماضية وفجر اليوم الخميس، منطقة “خلة الضبع” في مسافر يطا، إلى الجنوب من مدينة الخليل، وقاموا باعتداءات وأعمال تخريب واسعة.
وأفادت مصادر محلية أن قرابة الـ 200 مستوطن متطرف “مسلح”، هاجموا وبحماية قوات الاحتلال، منازل الفلسطينيين وممتلكاتهم في “خلة الضبع” بمسافر يطا، وسرقوا العشرات من رؤوس الأغنام.
وبيّنت المصادر أن الاعتداء بدأ بإطلاق الرصاص الحي صوب منازل المواطنين، عقب إحراق مساحات واسعة من حقول وأشجار فلسطينية مثمرة في منطقة “خلة الضبع”.
ومنعت قوات الاحتلال، طواقم الدفاع المدني الفلسطيني من الوصول للحريق واعتدت عليهم وحطمت مركبة الإطفاء.
وأصيب عدد من المواطنين بجراح متفاوتة، واعتقل آخرون، بالإضافة لحرق وتحطيم عدة منازل ومركبات فلسطينية، في هجوم للمستوطنين بحماية قوات الاحتلال على مسافر يطا.
واعتدى المستوطنون على أهالي “خلة الضبع” بالحجارة والهراوات، ما أدى لإصابة عددًا من الشبان والنساء والأطفال بجروح ورضوض، كما مُنعت سيارات الإسعاف من الوصول للمنطقة وإسعاف المصابين.
وأحرق المتطرفون، منزلين وحطموا نوافذ وأبواب منازل أخرى، بالإضافة لتحطيم عددًا من مركبات المواطنين، وإتلاف خلايا الطاقة الشمسية التي يعتمد عليها أهالي المنطقة لتوليد الكهرباء.
ويسعى الاحتلال ومستوطنوه من خلال انتهاكاتهم المتواصلة لتضييق الخناق على سكان يطا والمسافر، لإجبار السكان والمزارعين على ترك منازلهم وأراضيهم، التي تعتبر مطمعا لحكومة الاحتلال التي تسعى إلى السيطرة عليها لصالح الاستيطان.
كما تتكرر بشكل يومي وبوتيرة متصاعدة، اعتداءات المستوطنين في الأرياف الفلسطينية بالضفة الغربية، بهدف ضرب الموسم وتدمير المحاصيل الزراعية ومنع المواطنين من الوصول لحقولهم وحصادها.
وتعتبر الخليل المدينة الثانية بعد مدينة القدس في أولويات الاستهداف الاستيطاني لسلطات الاحتلال، نظرًا لأهميتها التاريخية والدينية.
وتعاني الخليل من وجود أكثر من خمسين موقعا استيطانياً يقيم بها نحو ثلاثين ألف مستوطن، يعملون على تعزيز القبضة الشاملة على المدينة.
وتسارع حكومة الاحتلال والمجموعات الاستيطانية الزمن في سبيل وضع يدها على أكبر قدر ممكن من الأراضي، وإقامة مزيد من المستوطنات وشق الطرق.
وتشير تقديرات فلسطينية إلى وجود نحو 700 ألف مستوطن في مستوطنات الضفة الغربية والقدس المحتلة، يسكنون في 164 مستوطنة، و116 بؤرة استيطانية.