توافق اليوم 28 من سبتمبر، الذكرى الـ24 لاندلاع انتفاضة الأقصى المباركة عام 2000، حين اقتحم رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي المجرم “أرئيل شارون” باحات المسجد الأقصى.
وقد أشعل اقتحام المسجد وتدنيسه من قبل شارون، نار الغضب في صدور الفلسطينيين، لتندلع مواجهات بين المصلين وجنود الاحتلال، لتمتد إلى انتفاضة عارمة في الأراضي الفلسطينية كافة.
وتأتي ذكرى الانتفاضة هذا العام، مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لمعركة طوفان الأقصى المباركة، ومع تصاعد مخططات الاحتلال التهويدية للمسجد الأقصى المبارك، والاقتحامات الكبيرة للمستوطنين لباحاته خلال الأعياد اليهودية التي تتزامن منذ بداية أكتوبر حتى ال25 من الشهر ذاته.
ويواصل الفلسطينيون عامة والمقدسيون خاصة، تصديهم لمخططات الاحتلال ومستوطنيه بالرباط والحشد في ساحاته رغم انتهاكات الاحتلال وتضييقاته، عدا عن تصاعد المقاومة في الضفة والقدس نصرة للمسجد والمقدسات.
تضحيات ومقاومة
واستشهد خلال المواجهات التي اندلعت في 28 من سبتمبر عام 2000، 7 مواطنين وجُرح 250 آخرون، كما أُصيب 13 جنديا إسرائيليا، وشهدت مدينة القدس لاحقا مواجهات عنيفة أسفرت عن إصابة العشرات.
وسرعان ما امتدت إلى جميع المدن في الضفة الغربية وقطاع غزة، وسميت بـ”انتفاضة الأقصى”، حيث تميزت الانتفاضة الثانية، مقارنة بالأولى التي اندلعت عام 1987، بكثرة المواجهات، وتصاعد وتيرة أعمال المقاومة المسلحة التي نفذتها الفصائل الفلسطينية.
ونفذت المقاومة عمليات تفجير وإطلاق نار استهدفت مواقع الاحتلال والمستوطنين في كافة مناطق فلسطين المحتلة قتل خلالها 334 جنديا إسرائيليا و735 مستوطناً.
إضافة الى إصابة 4500 مستوطن آخرين وعطب 50 دبابة من نوع ميركافا وتدمير عدد من الجيبات العسكرية والمدرعات الإسرائيلية.
ومرت مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة خلالها بعدّة اجتياحات نفذتها قوات الاحتلال الى جانب المواجهات، واستشهد 4412 فلسطينيا بالإضافة إلى 48322 جريح، كحصيلة لاجتياحات قوات الاحتلال وعمليات الاقتحام اليومية.
وكان من أبرز أحداث انتفاضة الأقصى اجتياح مخيم جنين ومقتل قائد وحدة الهبوط المظلي الإسرائيلية، إضافة إلى 58 جنديا، وإصابة 142 جنديا في المخيم.
وتعرضت مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة خلال الانتفاضة لاجتياحات عسكرية وتدمير آلاف المنازل والبيوت، وتجريف آلاف الدونمات الزراعية.
واغتال الاحتلال أكبر عدد من قيادات الصف الأول، في محاولة لإخماد الانتفاضة، ولإضعاف فصائل المقاومة وإرباكها، وكان في مقدمتهم مؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين، وعدد من كبار قيادات الحركة.
بالإضافة للقائد أبو علي مصطفى، الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وحصار ياسر عرفات في رام الله حتى استشهاده.
وفي عام 2002 بدأ الاحتلال من القدس بناء جدار الفصل العنصري لمنع دخول الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى القدس والأراضي المحتلة عام 48، وشهدت الانتفاضة الثانية تطورا في أدوات المقاومة الفلسطينية، التي عملت على تطوير أجنحتها العسكرية.
ثورة مستمرة
ورغم توقف انتفاضة الأقصى في 8 فبراير 2005 بعد اتفاق هدنة بين السلطة والاحتلال بقمة “شرم الشيخ” المصرية، إلا أنها لم تتوقف على أرض الواقع ولا يزال امتداد الانتفاضة والثورة الفلسطينية مستمرة حتى يومنا هذا.
واليوم بعد 24 عاما على انتفاضة الأقصى؛ تقترب الذكرى الأولى لمعركة طوفان الأقصى، وحمل الاسم الذي اختارته المقاومة الفلسطينية للعملية “طوفان الأقصى” دلالة الرد على الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة للمسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية في مدينة القدس، وتأكيدا من كتائب القسام والمقاومة على أن البوصلة نحو المسجد الأقصى.