توافق اليوم الذكرى السنوية الـ31 لاستشهاد المجاهد القسامي الشيخ سليمان دلول غيظان، بعد أن فجر نفسه في سيارة مفخخة استهدفت حافلة ركاب تقل جنودا إسرائيليين أدت لمقتل 3 وإصابة العشرات حسب اعتراف العدو.
سيرة الشهيد
نشأ الشهيد سليمان غيظان على حب دينه وأرضه، ففي السنة التي ولد فيها شهيدنا عام 1953م ارتكب شارون مجزرة بشعة بحق قريته قبية غرب رام الله راح ضحيتها عشرات الشهداء، ما أسهم في تكوين وعيه بحقيقة عدوه .
اختار الشهيد سليمان طريق الالتزام ليترعرع على موائد القرآن ويتشرب من آيات الجهاد روح الفداء ومقارعة الاحتلال، ولما صار شابا تعهد الأجيال من بعده فرباهم على معاني البطولة وزرع فيهم هذا الوعي المقاوم المنير.
ثبات قل نظيره
تعرض الشهيد سليمان للابتلاء، فأظهر بأسا وثباتا قل نظيره، حيث كان عرضة للملاحقة والاعتقال، ففي العام 1991 دخل شهيدنا سجون الاحتلال للتحقيق معه حول حيازة أسلحة ومتفجرات، إلا أنه أبدى صلابة معهودة، وخرج من السجن بعد أن ثبت ثبات الأبطال.
وتوالت الابتلاءات على شهيدينا فاعتقل مرة أخرى في شهر أذار من العام 1993، ودخل التحقيق لمدة 60 يوما بتهمة الانتماء إلى حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، وقيادة المنطقة الجنوبية في مدينة رام الله.
أيام التحقيق والتعذيب الطويلة لم تفت من عزمه بل زادته تحديا وثباتا، فخرج من الأسر معاهدا الله عدم العودة خلف القضبان، فأصبح مطاردا ينام ليله في الكهوف ويقضي نهاره في الجبال يترصد جنود العدو الإسرائيلي ويصطاد منهم، مما دب الرعب في قلوبهم، وجعل من اسمه شبحا يلاحقهم.
رفقة العياش
كان شغف الشهيد سليمان بالشهادة كبيرا، يتحين الفرصة تلو الأخرى ليظفر بها، حيث عاهد الله بالمضي في طريق الجهاد حتى نيل الشهادة، فاستغل مرافقته للشهيد المهندس يحيى عياش خلال المطاردة ليحقق طلبه.
ولما علم نية الشهيد المهندس تجهيز سيارة مفخخة لتنفيذ عملية استشهادية، أصر على أن يكون المنفذ، متقدما للشهادة بإقبال شديد، غير آبه لتقدمه في العمر مقارنة بالشباب الذين كانوا على استعداد لتنفيذ العملية الاستشهادية.
وبعد إلحاح نزل يحيى عياش عند رغبة صديقه ورفيق دربه في المطاردة، وكان له ما أراد، لتكون عملية الشهيد سليمان عملية استشهادية نوعية ضمت بصمات المهندس يحيى عياش.
شيخ الاستشهاديين
كان لسليمان ما تمنى، في يوم العملية المقرر صبيحة يوم الاثنين 4/10/1993م، قاد السيارة المفخخة متتبعاً حافلة عسكرية صهيونية تحمل رقم (178) وتنقل جنوداً من القوات الخاصة في طريقهم إلى مقر قيادة القوات الإسرائيلية الذي يقع بالقرب من مستوطنة بيت إيل شمال مدينة رام الله.
وبعد أن تخطى سليمان ثمانية حواجز عسكرية أقامتها سلطات الاحتلال بين مدينتي القدس ورام الله مستغلاً لوحة الأرقام الإسرائيلية المثبتة على السيارة، تمكن من اللحاق بالهدف (الحافلة) أثناء اقترابه من المغتصبة، وما هي إلا ثوان معدودة، حتى كانت السيارة المفخخة تصدم الحافلة العسكرية من الجنب لتنفجر السيارة محدثة دوياً هائلاً، تناثرت عقبه الأشلاء والصفائح المعدنية على مساحة واسعة، واعترف العدو بأن العملية أودت بحياة ثلاثة من جنوده وأصابت (28) جندياً بجراح متفاوتة.
وشكلت العملية الاستشهادية التي نفذها البطل سليمان دلول (غيظان) تحدياً كبيراً لإسحاق رابين بصفته وزيراً للحرب في حكومة الاحتلال، حيث استهدفت هذه العملية جنوداً مدربين ومدججين بالسلاح، في تحد جديد صنعته كتائب القسام، ولم تعتاد عليه المؤسسة العسكرية الإسرائيلية.