على طريق ذات الشوكة سارت حركة المقاومة الإسلامية حماس وقادتها، وسجلوا بدمائهم تضحيات يخلدها التاريخ.
وما بين عامها السادس والثلاثين والسابع والثلاثين، قدمت حركة حماس كبار قادتها شهداء فداء لفلسطين، فمضوا إلى ربهم دون أن يسجلوا أي تنازل عن الحقوق والثوابت.
القائد العاروري
ففي الـ 2 يناير 2024، استشهد الشيخ القائد صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في قصف صهيوني لمكتبه في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت.
وكان الشيخ العاروري قد كشف قبل اغتياله، أن الخطة العسكرية لكتائب القسام في السباع من أكتوبر 2024، تستهدف فرقة غزة من جيش الاحتلال وقتال جنود الاحتلال، منوها إلى أن الحركة كان لديها معلومات أن الاحتلال يرتب لشن هجوم علينا بعد الأعياد العبرية.
القائد هنية
وفي 31 يوليو 2024م، نعت حركة حماس رئيس مكتبها السياسي القائد الشهيد المجاهد إسماعيل هنية، الذي قضى إثر غارة صهيونية غادرة على مقر إقامته في طهران، بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد.
وشدد القائد هنية في رسالته الأخيرة قبل استشهاده، على أهمية وضرورة المشاركة الشعبية الوطنية والعربية والإسلامية والعالمية الفاعلة فيه، وعلى ديمومة كل أشكال التظاهر والمسيرات واستمرارها بعد الثالث من آب، حتى إجبار الاحتلال الصهيوني على وقف عدوانه وجرائمه، ضد شعبنا في قطاع غزة وضد أسرانا الأبطال في سجون ومعسكرات الاعتقال النازية.
أشرف المعارك
وفي 16 أكتوبر 2024، زفت كتائب الشهيد عز الدين القسام إلى العلا الشهيد القائد الكبير يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الذي ارتقى مقبلاً غير مدبر في أشرف المعارك دفاعاً عن المسجد الأقصى المبارك وعن شعبنا وحقوقه المشروعة.
وقالت الكتائب في بيان لها في حينه، إنه لمن دواعي الفخر أن تقدم حماس القادة قبل الجند، وأن يتقدم قادتها قافلة شهداء شعبنا الذين قدموا أرواحهم ودماءهم في سبيل الله وعلى طريق تحرير فلسطين، وأن يستشهد قائدها بين إخوانه المجاهدين بطلاً مشتبكاً مع الغزاة الذين ظنوا أن غزة يمكن أن تكون لقمةً سائغةً لجيشهم الجبان.
ويعتبر الشهيد القائد يحيى السنوار، من جيل التأسيس لحركة المقاومة الإسلامية حماس وأجهزتها العسكرية والأمنية، ثم ضحى بزهرة شبابه أسيراً في سجون الاحتلال لأكثر من عشرين عاماً قبل أن يخرج رافع الرأس في صفقة “وفاء الأحرار”.
وبمجرد تحرره من السجن أبى إلا أن يواصل مسيرة الجهاد ولم يذق للراحة طعماً، فأشرف على العمل العسكري للحركة في الأقاليم الثلاثة وكان له دورٌ مهم في مسار توحيد جبهات المقاومة على طريق القدس، ثم ترأس الحركة في غزة لتشكل فترة قيادته نقلةً نوعيةً في مسيرتها الدعوية والسياسية والعسكرية التي تكللت بـ”طوفان الأقصى”، وفي مسار العلاقات الوطنية والعمل المقاوم المشترك، قبل أن يترأس الحركة في الداخل والخارج عقب استشهاد القائد الكبير إسماعيل هنية.
القائد الشريف
وفي 30 من سبتمبر 2024 نعت حركة حماس، الشهيد القائد فتح شريف أبو الأمين قائد الحركة في لبنان وعضو قيادة الحركة في الخارج شهيداً على طريق القدس، وفي ظلال ملحمة طوفان الأقصى.
وترجل القائد الشريف بعد عملية اغتيال إرهابية وإجرامية، طالته هو وزوجته، ونجله وكريمته، إثر غارة جويّة استهدفتهم جميعا في منزلهم في مخيّم (البص) بالجنوب اللبناني.
شهيد الأسر
وفي 26 من يوليو 2024 زفت حركة حماس، القيادي الشيخ مصطفى محمد أبو عره من بلدة عقابا بطوباس، الذي استشهد بعد نقله من سجن (ريمون) إلى مستشفى (سوروكا)، جراء تدهور وضعه الصحي بعد معاناته الطويلة مع المرض والإهمال الطبي المتعمد الذي تعرض له في سجون الاحتلال، في عملية اغتيال جبانة جديدة، تضاف لسجل الاحتلال الإجرامي بحق أسرانا.
وقالت الحركة إن القيادي الشيخ أبو عرة يحمل سجلاً وطنياً ودعوياً واجتماعياً حافلاً على مدار سنين عمره التي قضاها جهداً وجهاداً وتضحيةً وعطاء؛ وتعرض فيها للملاحقة والإبعاد إلى مرج الزهور والاعتقال من قبل الاحتلال لمرات عديدة بلغت أكثر من 12 عاماً؛ وها هو اليوم يرتقي بعد عملية قتل بطيء نُفّذت بحقّه منذ لحظة اعتقاله وحرمانه من العلاج.