توافق اليوم الذكرى السابعة والثلاثين لانطلاقة حركة المقاومة الإسلامية حماس عام ألف وتسعمئة وسبعة وثمانين.
وانطلقت حركة حماس في الـ 14-12-2024 لتواكب انتفاضة الحجارة، وتم صياغة البيان الأول للحركة في منزل الشيخ المؤسس أحمد ياسين، ثم انتشر نفوذ الحركة كثيرًا، بعد انخراطها القوي في مقاومة العدو الصهيوني.
وخاض جناحها العسكري كتائب القسام مواجهات بطولية مع الاحتلال، لم يكن آخرها معركة طوفان الأقصى التي ما زالت متواصلة منذ أكثر من عام.
وشكلت انطلاقة حماس رافعة في تاريخ قضية شعبنا العادلة، ولتمثل قوة دفع للفعل الجهادي والكفاحي على أرض فلسطين، لتتفجر مرة أخرى مع إعلان هذه الانطلاقة المباركة كل كوامن الغضب الفلسطيني ضد هذا الاحتلال الصهيوني في انتفاضة الحجارة العظيمة، التي تكاملت فيها ثورة شعبية عارمة مع مقاومة باسلة، كانت حماس رائدتها وعمودها الفقري.
المعادلة الصحيحة
ورسمت الحركة طبيعة العلاقة مع الاحتلال، بعدما حاول البعض قلب المعادلة بحديثه عن إمكانية تسوية مع المحتل، وقالت حماس كلمة الفلسطينيين، بأننا شعب محتل من آخر استعمار في العالم، ومن حقنا ممارسة كل أشكال المقاومة حتى نطرد هذا المحتل من كامل أرضنا، وألّا مجال للمساومة أو المقايضة على أي من حقوقنا مع الكيان الصهيوني، وهذا الترسيم الذي رسخته حماس بمقاومتها وجهادها منسجم مع كل قوى المقاومة في شعبنا، هو الذي حافظ على المعالم الأصيلة لقضيته الوطنية، ومنعت محاولات تقزيمها وحصرها في نطاقات ضيقة.
ومع انطلاق حركة حماس وتجذر الفعل المقاوم في فلسطين، وتوسع النضال الوطني الفلسطيني الذي مثلته حماس، ترسخت قضية فلسطين في وجدان الأمة بكل مكوناتها باعتبارها قضيتها المركزية، وتجذرت في ضميرها الجمعي كامتداد لجهاد الأمة، وأضحت قضية فلسطين أيقونة حية لكل أحرار العالم باعتبارها القضية الأنبل والأعدل، وبات من المستحيل تغييب هذه القضية أو تبهيتها.
وساهمت حماس في الحضور المتزايد لقضية فلسطين، والذي جاء ثمرة نضال شعبنا وكل قواه الوطنية، وفي القلب منها حركة حماس، فقدمت الحركة قافلة ممتدة من التضحيات العظيمة من الشهداء والأسرى والجرحى والمبعدين.
قادة وتضحيات
وكان درة تاج تضحيات حماس استشهاد شيخ فلسطين، وشهيد الأمة والشاهد عليها، مؤسس الحركة الشهيد الشيخ أحمد ياسين، ومعه الآلاف من أبناء الحركة وقياداتها ومن بينهم ما قدمته في العام الأخير من استشهاد القادة إسمعيل هنية والشيخ صالح العاروري والقائد يحيى السنوار، الذين سالت دماؤهم مع دماء شهداء الثورة الفلسطينية المعاصرة، لترسم خارطة فلسطين الكاملة وتحفظها من الاختزال وتحرسها من النقصان.
وأكدت حماس أنها ستبقى وفية لشعبها وأمتها، بمواصلة حمل لواء المقاومة على أرض فلسطين جنبًا إلى جنب مع كل ثوار شعبنا إلى أن نحقق معًا أهداف شعبنا بالحرية والعودة واسترداد أرضنا ومقدساتنا.
وأنها ستظل أمينة على حقوق شعبنا الفلسطيني وثوابته على مستوى الإنسان والأرض والمقدسات، وستقف سدًا منيعًا في وجه كل محاولات تصفية القضية الفلسطينية، وفي مقدمتها صفقة القرن وتوابعها.
محور الصراع
وأكدت أن مدينة القدس عاصمتنا درة تاج فلسطين، ومحور الصراع مع الاحتلال الصهيوني، وملهمة الثورة الفلسطينية على الدوام، وستكون عاصمة الدولة الفلسطينية بعد طرد المحتل عن كامل أرضنا، وسيكون دائمًا مطلوب خطوات حقيقية لدعم صمود أهلنا في القدس وثباتهم كأولوية في استراتيجية وطنية شاملة تعزز من صمود شعبنا فوق أرضه المحتلة.
وطالت شددت الحركة على أنها ستعمل مع الكل الوطني على تصعيد جهود التصدي لكل محاولات التطبيع بين بعض الأطراف في المنطقة والكيان الصهيوني، باعتبار التطبيع خطيئة وطنية وقومية، ولا تخدم إلا المشروع الصهيوني في المنطقة.