اقتحمت قوات الاحتلال صباح اليوم الاثنين برفقة جرافات، حي البستان في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك، ونفذت عملية هدم لأحد منازل المواطنين المقدسيين.
وذكرت مصادر مقدسية، أن الاحتلال هدم منزل المقدسي مجد جلاجل في حي البستان، والمبني منذ 8 سنوات، ويعيش به 4 أشخاص بينهم أطفال.
وانتشرت قوات الاحتلال في حي البستان، واعتلت أسطح المنازل تزامناً مع تنفيذ عملية الهدم لمنزل عائلة جلاجل، وإغلاق الطريق المؤدية له.
وصعدت قوات الاحتلال الإسرائيلي من عمليات الهدم التي طالت منازل ومنشآت المقدسيين منذ بداية العام الحالي 2024، ضمن سياسة التهجير ومحاربة الوجود في المدينة المقدسة.
وهدمت آليات الاحتلال الشهر الماضي خيمة الاعتصام في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك.
وينفذ الاحتلال خططاً تهويدية في القدس ومحيط المسجد الأقصى، بهدف تغيير التركيبة السكانية وتوسيع المستوطنات في المدينة، إلى جانب تفريغ حي البستان من سكانه الأصليين، وفرض أمر واقع يهدد وجودهم واستقرارهم.
ودعت لجنة الدفاع عن سلوان، لردع الاحتلال الإسرائيلي ووقف مخططه الهادف لطرد وتهجير أكثر من 1550 نسمة من البلدة الواقعة جنوب المسجد الأقصى المبارك.
وحذر رئيس لجنة الدفاع عن أراضي سلوان وعضو رابطة أمناء الأقصى فخري أبو دياب، من خطورة استهداف الاحتلال للأحياء المقدسية وخاصة في المنطقة الجنوبية للمسجد الأقصى لأنها الدرع الواقي والحامي للمسجد.
ونبه إلى أن بلدة سلوان لها النصيب الأكبر من تلك الاعتداءات، وفي قلبها حي البستان الذي يتعرض لهجمة تهدف إلى تصفية الوجود الفلسطيني فيه.
وقال أبو ذياب إن حي البستان يعاني منذ 20 عام من عمليات الهدم والتهجير، وأن الاحتلال يريد حسم قضية سلوان ويعمل على تهويد المنطقة المحيطة بالمسجد الأقصى لإبعاد خط الدفاع الأول عنه المتمثل بالوجود الفلسطيني في بلدة سلوان.
وسبق أن حذر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري من خطورة المشاريع الاستيطانية التي يروّج لها الاحتلال في بلدات وقرى جنوب المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس؛ بهدف فرض سيطرة الاحتلال الكاملة عليه وليس فقط على محيطه.
وأكد الشيخ صبري أنّ الاحتلال يستهدف بشكلٍ واضح ومكثف القرى التي تحيط بالأقصى تحديدًا من الجهة الجنوبية؛ بهدف تفريغها من السكان والعمران الفلسطيني واستبدالها بمشاريع استيطانية تطوّق المسجد.
وأوضح صبري أنّ ذلك يأتي ضمن مخطط إسرائيلي قديم جديد؛ يفضي في النهاية للاستيلاء على المنطقة الجنوبية بأسرها، وصولا لربط الأقصى بجبل المكبر؛ ضمن ما تسميه العصابات الإسرائيلية المدعومة من الحكومة المتطرفة بـ “الحوض المقدس”.
ويمتد مشروع “الحوض المقدس” من منطقة وادي الربابة في بلدة سلوان مرورا بحيي البستان ووادي حلوة في البلدة، ثم نحو منطقة طنطور فرعون والمقابر اليهودية على سفوح جبل الزيتون، وتبلغ المساحة المستهدفة بهذا المشروع نحو 2 كيلومتر.
وقال الشيخ عكرمة صبري إنّ ما تقوم به سلطات الاحتلال حاليا هي محاولة بائسة لحسم الوضع التاريخي والقانوني في مدينة القدس؛ محذرا من أن المرحلة القادمة ستشكل خطورة كبيرة على واقع المسجد الأقصى في ظل الدعم المعروف لإدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب لجعل القدس عاصمة لليهود.